تستحوذ المرأة على النصيب الأوفر من أجندة المشاريع التغريبية للمجتمعات الإسلامية، وتعد قضاياها هي محور الاهتمام لدى العلمانيين الذين يسعون لزج المجتمع للسير في راكب الغرب، وذلك لعلمهم أن المرأة هي مفتاح كل تغيير، وركيزة كل تطوير، وأن أي محاولات أو مخططات لن تنجح أبدًا إلا إذا كان للمرأة بها الدور الأساسي.
من هذا المنطلق سعى الغرب وأذنابه من بني جلدتنا في التركيز على المرأة المسلمة ومحاولة إفسادها، وكان خروج المرأة من بيتها من أولى الخطوات نحو ذلك، لذلك سعوا إلى تطبيقه بكل وسيلة؛ تارة بعقد المؤتمرات وإصدار التوصيات، وأخرى بالتهديد بفرض العقوبات، وأحيانًا بل دائمًا عبر التشهير بالدول التي تدعم التزام المرأة المسلمة بدينها وأخلاقها أو تسكت عن ذلك.
ولست أقول ذلك من قبيل المبالغة أو اعتمادًا على نظرية المؤامرة، فلك أن تتخيل رئيس أقوى دولة في العالم وهو يتحدث إلى أبناء شعبه في خطاب يسمى "حالة الاتحاد" عن الفتاة الأفغانية التي ستخرج يومًا من بيتها متبرجة وذلك بفضل الولايات المتحدة التي ضحت من أجل ذلك بأرواح جنودها والمليارات من أموالها، يقول جورج دبليو بوش في خطاب حالة الاتحاد في 29 يناير 2002: (أود أن أبلغكم أن النساء الأفغانيات تخلين عن البرقع إلى الأبد، وأن الفتيات الأفغانيات رجعن إلى المدرسة، ليطالعن كيف ظفر الغرب الأمريكي؟، ولقد حان الوقت لنعيد تشكيل العالم من الجنس الأبيض والمتحضر بفرض معتقداتنا الرزينة الودودة والتحريرية على عالم عربي مسلم، جائع لأموالنا ورسالتنا، ولن تخضع النساء فيه لشرط تغطية أجسادهن...).
دعاوى الاختلاط:
لاقت الدعوة للاختلاط في المجتمعات الإسلامية في بدايتها معارضة شديدة من قبل المجتمع المسلم بعلمائه ومثقفيه، لذلك كان دعاة تغريب المرأة في حاجة إلى إلقاء الشبهات والدفع بالأباطيل لتزيين دعواهم، وتمريرها بين الناس.
ومن أبرز تلك الشبهات:
قولهم: إن عزل الرجال عن النساء سبَّبَ سُعارًا جنسيًا في المجتمعات المنغلقة فأصبح الرجل لا يرى في المرأة إلا المعاني الجنسية، بخلاف المجتمعات المنفتحة المتحررة التي يختلط فيها الرجال بالنساء، لا يوجد فيها هذا السُعَارُ لأن الرجل قد تعود على المرأة وألفها. هكذا يقولون!!
والجواب أنه إذا كان الأمر كذلك، فلماذا تكثر حوداث الاغتصاب في تلك البلاد التي اعتادت التبرج والاختلاط، ولماذا تفشى بينهم الشذوذ، حتى أن بعض الدول أبحات توثيق حالات الشذوذ في قوانينها؟
إنها خطوات مدروسة الهدف منها تحطيم هذه الأمة ووأد أي محاولة للنهوض بها، إن محاولة تغريب المرأة المسلمة ليست فصلاً واحدًا، لكنها فصول متتابعة وخطوات محسوبة من البداية وحتى النهاية، ومن أراد أن يعرف ما هو الفصل التالي له، فلْيراقب ذلك في بلدٍ مجاور سبقه في فصول تغريب المرأة، ومن أراد أن يعرف ثمار ذلك كله، فيطالع الدراسات التي أجراها الغرب حول المرأة ليتبين له أي محرقة تُراد فتياتنا.