معظم نساء الدول الإسلامية لا يرون أنهنَّ مضطهدات في ظل الشريعة
أعلنت كل من مؤسسة غالوب العالمية والمختصة في استطلاعات الرأي العام ومؤسسة التعايش المشترك عن شراكة استراتيجية - غير ربحية - خلال العشر سنوات المقبلة تهدف إلى نشر وإيصال نتائج استطلاعات الرأي التي قدمت تحت شعار «بليون مسلم .... هل تسمعوننا؟» إلى 1000 من قادة وأصحاب القرار والمؤثرين في العالم الإسلامي وفي الغرب من سياسيين وإعلاميين (صحافة، تلفاز) وأكاديميين ورجال أعمال وأصحاب الفكر.
وتقوم مؤسسة غالوب ومن خلال تمويل ذاتي بإجراء الكثير من بحوث الاستطلاع في مختلف المجالات مثل القيادة، القانون، الأنظمة وغيرها من المجالات الأخرى وذلك بمشاركة المواطنين في 130 دولة حول العالم، ويتم تجميع هذه البيانات سنوياً وتعتمد آلية هذا العمل على النزاهة والاستقلالية، وقد قام المهندس محمد عبداللطيف جميل بتأسيس مؤسسة التعايش المشترك في بريطانيا كمؤسسة خيرية تهتم بتعزيز التفاهم بين الديانات الإبراهيمية بعضها ببعض وعلاقتها بالأديان الأخرى في العالم وذلك من خلال الحوار والتعلم والدراسات والأبحاث.
وتقوم هذه الشراكة على اعتقاد واضح أن نشر مثل هذه الحقائق الواضحة وإيصالها إلى قادة الرأي في العالم سيقود إلى فهم أكبر وأفضل بين مختلف الأديان والثقافات مما يؤدي إلى علاقات أفضل بين الشعوب والحكومات. وقد أظهرت نتائج استطلاعات الرأي خطأ الاعتقاد الموجود لدى الغرب عن العالم الإسلامي من خلال مقولـة «إنهم يكرهون حريتنا» موضحة أن المسلمين لا يضعون كل (الغرب) في جانب واحد ولا يقسمون العالم وفقاً لجغرافيا دينية، كما أوضحت نتائج استطلاعات الرأي أن هناك نقصاً كبيراً في المعلومات لدى الغرب عن المسلمين وعن ثقافتهم كما أن هناك نقصا لدى المسلمين عن الغرب وهو سبب رئيسي في كثير من حالات سوء الفهم الموجودة اليوم.
من جانب آخر أوضحت نتائج الاستطلاع أيضاً حرص المسلمين بشكل كبير على تمسكهم بمبادئ الإسلام وأن تكون حاكمة لهم في جميع مناحي حياتهم على رغم أن الغرب ينظر لهذه المبادئ بأنها قوانين ونظم جائرة، ومع الحرص على هذا التمسك بالشريعة فإن النتائج أظهرت أيضاً تأييد الأغلبية في الحصول على الحرية في إطار الإسلام وذلك ضمن مجالات حرية التعبير وحق المرأة في الانتخاب وقيادة السيارة وتولي المرأة مستويات إدارية عليا، كما أكدت النتائج بأن معظم النساء في العالم الإسلامي لا يشعرون بأنهم يعانون من اضطهاد في ظل الشريعة الإسلامية وهو يخالف وجهة نظر الغرب بهذا الخصوص، كما أكدت أن معظم النساء لايرون أنه من المناسب تقليد القيم الغربية المخالفة للدين في الوقت الذي يحرصون فيه على مواكبة الحضارة الحديثة، كما أوضحت نتائج استطلاعات الرأي أن مما تستطيع أن تقوم به أوروبا اليوم لتحسين علاقتها بالعالم الإسلامي هي أن تقدم المزيد من الاحترام والتقدير للإسلام وهي أفضل نقطة يمكن الانطلاق منها لإيجاد تفاهم أفضل بين الغرب والعالم الإسلامي. .
و تم خلال الأسبوع الماضي استعراض كافة البيانات الخاصة بنتائج استطلاعات الرأي مع بعض قادة الرأي والفكر في كل من جدة والرياض وأبوظبي، حيث تم خلال الاثنين الماضي وبالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية تقديم نتائج الاستطلاع في مقر البنك بجدة، كما تم يوم الثلاثاء وبالتعاون مع مؤسسة الأمير سلطان الخيرية تقديم النتائج في الرياض وذلك بحضور كلاً من صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد مساعد رئيس الاستخبارات، كما تم تقديمها يوم الأربعاء الماضي في فندق قصر الإمارات بأبوظبي تحت رعاية ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. يذكر أن الدراسة شملت 13 دولة هي (مصر، تركيا، لبنان، الأردن، السعودية، العراق، الكويت، الإمارات، إيران، باكستان، بنجلاديش، إندونيسيا) وقد تم عمل مقابلات فردية لآلاف في كل الدول السابقة ممن شملتهم الدراسة. كما تم تقديم نتائج استطلاع الرأي للكثير من المؤسسات والمنظمات الغربية مثل معهد بروكينج للدراسات ووزارة الخارجية الأمريكية وممثل الفاتيكان وبعض الجامعات الكبرى في الغرب والمنتديات الفكرية وأهم دور النشر مثل الوورلد ستريت جورنال.
وستقدم نتائج العام 2006 م، العام القادم في مصر باستضافة مفتي الديار المصرية وبحضور قادة الفكر والرأي العام هناك كما ستقدم بعد ذلك في بعض الدول الإسلامية والأوروبية مثل بريطانيا وفرنسا.