كلمات باردة .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
كلمات باردة :
سأكتبُ
كلماتي الباردة ، وسأنثر زفير أنفاسي ،سأترك نبضات قلبي تدفق دمائها
،سأكثّف الهواء ببسيط ألفاظي ومعانيها ، أكتب عن ماذا ...؟ .
تلك هي مشكلتي التي دفعت العقل والقلب وإستعانت بخزان الإحساس وطرقت باب الحواس
فالتأمل يقود إلى التفكير وهي حيرة غمرتني وهل أغرق ؟، سؤال بدون جواب، فالكل متداخل والفيصل بينهم مفقود .
أه!،
سنة وسنتين وربما ثلاث سنوات الله أعلم، كانت وستكون غمازات قلبي وصنارة
حبي تاهت وسط طحالب وعوالق هل تكفي صنارة أخرى أم أغير الطعم ويصبح بإسم
الحب الحقيقي كما يُعتقد !
إن السعادة تكون لحظات من هذا العمر الذي
لا يعد بالسنين ولكن يعد بالعواطف، فلم أترك لخواطري أن تبيت ليلة أو لحظة
أو فينة بين عضلات قلبي وتركت حبري يعتقنها ويخرجها إلى النور لتكون حرة،
لا أسيرة القلب وأغلاله،
آه !،يا ترى من يعرف ماذا أكتب ،أو أعبر ،أو
أجول هنا وهناك ،غير كلمات فهمتني وتكلمت عني؟ هل يعرف أحد الكلمة التي لم
أجدها لتعبر عن قلبي وحبي ؟لا اعتقد وربما هي الكلمة التي لم يسمح القلب
أن يفرج عنها من أسره، هناك فكر لم يتسع لأفكاري ربما أحدهم كبر عن الآخر،
هل يكفي إلهامي ليصل إلى هناك ؟، ربما نعم وربما لا، فالإجابة محيرة حقا
لأن الهواء أصبح ثقيلا والحل في الكلمة التي مازالت في الأسر، متى يفرج
عنها...؟.
إن الخيال واسع بفضل إمتداد العقل، والعين بفضل إمتداد
الأفق، والأذن بفضل إمتداد همسات الكلمات، والأنف بفضل إمتداد رائحتها،
ولكن اللمس غائب حتى الآن واللغز يتواصل ،هل العقل كبح تدفق القلب ،أم
القلب أغلق أبوابه.
هل يستطيع احد أن يخفي إعجابه المفرط بضوء الشروق
والغروب...تلك مشكلتي، هناك سر في القلب فضل أن يبقى سرا لان الحاجز زاد
علوا بين قلبي وبين ما أحبه فلا جملة جميلة أصبحت تبلغ مكانها ولا عروق
قلبي حملت بضاعتها ولا زفيره حمل رائحة حبي،
سأكتب كلماتي بلا معاني وأغلق ضميري وألجم قلبي وأعقل لساني وعقلي مكبوح بكلمات كرهتها الكلمات نفسها.
لا
أبوح بأسراري،مادام امري لي ولا يهم غيري ويبقى في الغيب ،ففي كل إنسان
تعرفهُ يوجد إنسان لا تعرفه ،عنوانه كلماتي الباردة ، وليست لمعاني كلماتي
معاني ولا خواطرها خواطر ولا ...فالكل بالأبيض والأسود تلون ،فقد أكون
الوحيد الذي يعرف السبب وربما في القلب سبب آخر بقي سرا في الغيب ،هل أصبح
الأمر مزجا من الخيال أم أن الناس يتخيلون؟، هل أصبح الواقع مرا أم
المرارة في الواقع؟، هل أصبح الزمان فلسفة أم الفلسفة غمرت الزمان ؟، كل
هذا وحده لا يكفي أن يخرج سري ، أخاف أن ينفجر قلبي بسره ويصبح كالبركان
...لا اعرف ؟ فكلمات الباردة تخمده حينا وتتركه حينا ،وبُحتُ بكلمات كبيرة
على الآذان أن تسمعها وعلى العقول أن تبلغها وعلى القلب توقعها ،وهل يكفي
البسيط ليَبسط البساط بين عقلي وقلبي ،وهل يفترقا ؟أحس بذلك أحيانا أن
فراقهما بات وشيكا وأخاف من قلمي أن يكتب خبر الفراق، وأخاف أن يبلغ سر
قلبي مسامع الناس،فلا يحاول احد أن يهتك سر قلبي ،فهذا القلب جنّد عقلي
وقلمه وحواسي ، وإن إنطوى هذا الإنسان الضعيف في هذا العالم الواسع الكبير
فقد إنطوت أشياء في هذا الإنسان.
لكم ودي