زوجي لايفهمني ، كيف اجعل زوجي يفهمني
أعلمأنك تفهمني جيدا.. تفهم سكناتي وهمساتي تماما كما تفهم حركاتي، تشعربأوجاعي وآلامي، تحس لحظات تألقي وانكساري.. أعلم كل ذلك لماذا؟ بصراحةشديدة: لأنك أنا .. نعم.. لأنك أنا.
أتدري..كلما خلوت إلى نفسي تذكرت يوم قبلتك زوجا وأبا وأخا حبيبا، حنونا، أنتظرعودتك وأشواق الدنيا ترفرف في صدري كطائر يملأ الدنيا تغريدا وحبا، فقدكان الأمان يمنحني الدفء، والدفء يحطني على مرافئ الطمأنينة، والطمأنينةتحيلني لشطآن السعادة والسعادة حينما تملأ القلب يزغرد ويطير بجناحين ليسامن ريش فحسب وإنما من سعادة وهناء، وحينما تهل علي لا تسعني الدنيا حينتضمني إليك وتسألني عن حالي فأجيبك: أنا لا شيء بدونك فتبتسم ابتسامةالرضا قائلا : وأنا كذلك بدونك لا شيء!!
هكذاكنا نحن .. أتذكر أن طعامنا لم يكن يخلو من الحديث أبدا، كنت أخاف أن يأتيوقت وينتهي الكلام فلا أجد ما نقوله إذا جلسنا معا ثانية، كنت أخشى أنتملني وتمل ثرثرتي وحكاياتي التي ربما كانت ساذجة في بعض الأوقات، كنتتحكي لي عن كل شيء يحدث معك مهما كان تافها حتىأحاديثك مع زملائك وآخر النكات، كنت تحكي لي حتى مشاحناتك في العمل وأناكذلك كنت أحدثك عن كل شيء مهما كان تافها.. عن أكلة اخترعتها وفشلت فشلاذريعا وتخلصت من آثارها قبل وصولك! عن كتاب قرأته أو فكرة أعجبتني أو موقفضايقني أو تصرف أدهشني لأحد أفراد العائلة !
حتىمكالماتي مع والدتك ( حماتي الحبيبة ) كنت أحكيها لك بالتفصيل وأراك تضحكمني ومما قلت وأراك تفرح حينما تحس برضاها عني وأراك تسعد من كل تصرفاتي.. فلماذا هذه الجفوة المفاجئة يا زوجي العزيز؟
أقوللك .. أعرف أنك تحمل لي في قلبك مثلما أحمل لك وأكثر من الود والحبوالتحنان، فلم تبتعد عني؟ ولم صار حديثك الدائم صمتا وضحكتك التي تملأالبيت مرحا استحالت وجوما وضيقا، هل حلق على بيتناطائر الملل؟ هل انتهت أحاديثنا الجادة أو الهازلة، الهادئة حينا والصاخبةأحيانا كثيرة،لم نكن نهتم كثيرا من الكاسب في نهاية النقاش.. ولم نكن نعبأإلى أي مرفأ يأخذنا موج الكلام!
لقد كنا نخترع الحكايات تباعا ولا ننام إلا مع استيقاظ شمس اليوم التالي وصوت اليمام الذي ركن إلى شباك حجرتنا.
ماذا حدث لك؟ أو .. ماذا حدث لي؟
دعنيمعك أحاول اكتشاف أي أسباب دفينة يمكن أن تكون قد تسللت دونما شعور منالتبعد كلا منا عن الآخر كل يوم عدة مليمترات، نعم مجرد مليمترات لكنهاتقدر وبنعومة شديدة أن تسحبك مني وتستولي عليك، حتى كدت أعتقد أن عودةحالنا معا كما كنا صار ضربا من ضروب الخيال وحلما بعيد المنال!
هاأنا أفتش في نفسي عما يكون السبب الذي أبعدك عني، ترى.. أهو بيتنا؟
لا..لافبيتنا كما هو دافئ وكل ركن فيه يبوح بالحب والإخلاص وكل يوم يصير أجمل منذي قبل فما زلت أبدل وأضيف فيه كل جديد مما تحب، إذن .. هو لون شعري؟ أمتراه وجهي؟ أو ربما ملابسي؟ عطري؟ هاأنذا أتأملني أمام المرآة فأراني كماكنت ..لم يزدد وزني عما قبل، فماذا إذن؟ .. لقد احترت.. نعم احترت
لابدوأن هنالك شيئا ما قد أفسد الهواء الذي بيننا وجعلك تضيق بأقل نقاش، وتعزفعن إبداء أي رأي في أي شيء أو إعطاء مشورة، ترى .. ألانك رقيت في العمل فصارت مشاغلك أكثر ووقتك أضيق؟ وذهنك أكثر ازدحاما بمرؤوسيك ورؤسائك ؟
ربما..!!سأقنع نفسي بذلك السبب ولو أنك كنت غير ذلك على كثرة مسؤولياتك من قبل فقدكنت تهتم بمن حولك حتى الخادم والسائق، وكنت تزور العامل حين يمرض، وكنتتسقي الحديقة بيديك ،وتصفق فرحا حينما تلمح برعما جديدا ينبت،
حبنا وحياتنا معا كانت مثل تلك البراعم.. فلا تتركها تذبل ولا تتركني في حيرة الشك أغرق، وتعال احك لي عما يؤلمك، عما يبهجك
كلمة واحدة منك تمنحني بهاء الحياة ورونقها.. كلمة واحدة منك تعيدني كوردة ندية تلثم خد الصباح البكر
سأنتظركعلى العشاء وسأوقد الشموع وسأعد لك ما تحب من الطعام والورود وسأجهز معهاأشواقي إلى الحديث معك .. عندي حكايات كثيرة لم تسمعها، وآمال كثيرة لمأخبرك بها، وآلام لطول بعدك ما برحت تؤذي مشاعري.. فلا تتأخر أرجوك ..أرجوك أريد أن أتكلم معك.