مريم نزلي
مساهماتي : 300 عمري : 61
| موضوع: مرأة منسية الجمعة مارس 18, 2011 1:19 pm | |
| امرأة منسية(1)
كانت أجمل من روعة الفجر ....وأفتن من وشي الأصيل ....وأندى من أنفاس الربيع .... كانت كزهرة من أزهار النرجس ...انحنت على صفحة الغدير ...تنظر فيه ظلها .......قامة هيقاء ...غرة مشرقة .....ابتسامة حلوة ...طيف ملائكي أودعته ربة الحسن ....في ملامحها ..جارت الطير في تغريده ...والغزال في عدوه ..والحمام في وداعته . حملته اليها أجنحة الحب ....رأها ....أحس في سويدائه بعاطفة نورانية تجذبه اليها ....فدعاها لرباط قدسي ...تباركه السماء ...وتحرسه العناية ....خطبها .....وفي المقعدالخلفي للسيارة ...توهجت القبلة الأولى ....عندها ولأول مرة تحسست طعم الحب ولون الحياة ......وهكذا في اليوم الثاني ....أصبحت الحياة أجمل وأنضر ...ولم تكن لتدرك كيف ملمس وجهها أضحى خشنا هل هو من وجه الحبيب ؟؟....كما لم تكن تدرك...سر ذاك العقد ذات اللون الزهر والذي تحسسته في المقعد الخلفي .؟
امرأة منسية(2)
خطوبة رائعة ...باركتها ربة الفجر ذات الأنامل الوردية ......تحمل لها الحبيب;, كل صباح ..يهدهد وجهها كما النسيم ...فيوقظها بقبلة دافئة ....يهتز لها الروض ويطرب الورد وتشيع الطبيعة سرا وسحرا ...كل يوم.... كل يوم ....ساعات وساعات ,يقضيها في أحلامه الغرامية ....بين يديها .بأحضانها ...ملتذا بقوامها الغض,مستمتعا بجمالها الفتان ...سابحا باللجة المترعة بالمفاتن ,في كل جارحة من جسمها الممشوق ...كيف لا وهي عروسة ناضرة الشباب ,ريانة الايهاب , عذبة اللسان , وقادةالجنان ...فياضة القول ,غزيرةالقصص ...تتدفق في حديثها تدفق الخمرة في الكأس حتى اذا استقرت في مكانها من الجسم ,شاعت حمياها فيه .فأطربت ,وأرقصت .كأنها عصرت من جرار الخمر . استمرت خطوبتهما أشهرا..وأشهرا.......ثم أشهد الألهة عاى الزواج المبارك ....صارخا ...ايه يامعشر الألهة : اشهدوا أيها الأرباب ,لقد اخترت فتاتي الجميلة زوجة مباركة لي "...طرب الألهةوالبشر ...وأقيم المهرجان الفخم ... ورقصت ديانا ربة القمر ....وعزف أبوللو موسيقاه ...وشدت عرائس البحر لحن الود والاخلاص والوفاء .حملنها بثوب العرس..بأجنحة فراشة جميلة ...الى غرفة في فندق عالي الرياش... بدأ شهر العسل.استلقت على سرير زاد بهاؤه بهاء ...لمعت عليه كالبدر في ليالي الدجى ..وطفق الحبيب يروح على ووجهها قبلا ..ولا تدري أي هاجس راودها في الليلة الأولى ,,,وتراءى لها ذاك العقد الذي رأته في يوم الخطوبة الأول .
امرأة منسية(3)
امتد شهر العسل طويلا وعلى غير المألوف ...سعادة...وطمأنينة ... حالة كل المتحابين في ايامهم الحلوة ... .اليوم الاول والثاني والثالث ...ثم ماذا بعد هذا....????بدأ شرود على ملامح الزوج ولشد ماتراه ينظر من شرفة الفندق الى البعيد البعيد ..كأنه جسد هنا... وروحه ...تقطع أمواج البحر الهائجة.... كقلبه الذي غدا بعيدا عن جسده ...انه يحلم... ???انه يتمنى ...???انه هنا...??? وليس هنا ...ا????أما هي .تلك العروس الجميلة جلست قربه على الشرفة هادئة هي ...جلست ونسمات الغروب تلملم خصلات شعرها عن جبينها الوضاء.... وتبعث شمس الغروب الوانها على قسمات وجهها .....فبدت كلوحة فنان سكب الوان ...الغسق على محياها ...هي هي العروس الجميلة ... غضة الاعطاف ...رقيقة الغصن... وضع الله جميل صنيعه في محياها .. كل هذا الجمال بدا عاجزا...امام الغربة التي اجتاحت ملامحه ,,, ملامح العريس.الذي بدأ واجما لتخاله تحت وطأة الحنين لفقده شيئا عزيزا عليه .....وكل والشروق المنساب مدللا في ضحكتها في ابتسامتها ..الابتسامة التي لاتبرح ان تزوي وتخبو...عندما تنظر اليه وتتذكر احبات العقد الذي كان في المقعد الأخير... وكم تحاول نسبانه لكنه أبى.... الا ويقطع عليها سعادتها . مدت يدها الى يد حبيبها,,, وقالت له: - كأنك في غربة ياحبيبي ...او في منفى ... هل تعاني من شيء ...؟؟؟ -أبدا أبدا ياحبيبتي . -هل أنت سعيد كل السعادة ؟؟؟ -لا ...نعم نعم نعم ...نعم حبيبتي نعم...وأنتي ؟؟؟؟ -كل السعادة -اذا لماذ ا تنظرين الي هكذا وعلى شفتيك سؤال ؟؟؟؟ -نعم ايها الحبيب لا استطيع ابعاد ذاك العقد الذي رأيته في المقعد الخلفي ...أيام خطوبتنا الاولى ... -لا تشغلي بالك..زمجرد وساويس ...انه وبصدق عقد لابنة اختي الصغيرة نسته معي ..في السيارة .... اننا ياحبيتي بحاجة للراحة قليلا ...بحاجة لاصدقاء يشاركوننا فرحنا... فينقضي مايعكر صفونا .. -نعم أصبت . -اذا لاخبر اصدقائنا ونسهر اليوم معا... في الكازينو ... --جميل هذا الرأي وعين الصواب | |
|