نساء مضربات عن الزواج. بينهن وبين الارتباط ما صنع الحداد، فالعزوف عن الارتباط قرار خياري وقعن عليه بكامل إرادتهنّ، لتكون النتيجة مرضية حيناً ومؤلمة أحياناً.
- بعضهنّ يأسفن على مرور قطار العمر وأخريات غير مباليات
هل ابتعد الزواج عن أحلام الصبايا الوردية، على الرغم من أنه نافذة الفتاة على عالم رحب ومفتاح الأمومة، والهوية الاجتماعية التي تقدمها بالشكل الوحيد الذي يرضي الناس؟ أم أن الاستقلال المادي، ومتغيّرات المجتمع والرغبة في بناء كيان مستقل عن الرجل، أمور حولت ذاك الحلم إلى مشروع لا يتناسب ومعطيات الحياة الحديثة؟ الإجابة في الشهادات الآتية.
- استغناء بالكامل:
"في عمر العشرين، ورثت عن أبيها بيتاً ومستشفى وأموالاً لا تأكلها النيران. وفي عمر الخامسة والعشرين حصلت على شهادة الدكتوراه في إدارة المستشفيات، فراحت تشرف على أملاكها من موقع المختص لا من موقع الوريث. وفي عمر الثلاثين اشترت بيتاً في باريس لتقضي فيه إجازتها السنوية، وفي عمر الخامسة والثلاثين لم يعد بابها الذي كان يطرق أكثر من مرة في اليوم بيد طالبي القرب يسمع له صوت". هكذا، تلخص عبير حكاية صديقتها التي اختارت الجدران شريكاً، والوحدة أنيساً، والعمل بديلاً عن زوج لم يشكل لها حلماً وهي التي تملك كل شيء، موضحة وجهة نظر صديقتها التي تخطّت اليوم الخمسين من عمرها بالقول: "لقد كان الزواج بالنسبة إليها حاجة، وهي امرأة لم تكن بحاجة إلى شيء، فأين سيجعلها الزوج تسكن، في حين أن مساحة بيتها في منطقة "أبورمانة" أغلى مناطق دمشق السكنية تقارب الـ400 متر مربع؟ وهل ستنتظر مصروف الشهر من رجل، في حين أنها مديرة واحد من أنجح المستشفيات على الإطلاق؟ أم تتزوج بمَن يَتفضَّل عليها برحلة كل عشر سنوات، ومفتاح بيتها الباريسي الذي يلعب فيه الخيال، مُعلَّق في سلسلة مفاتيحها؟". تُضيف: "أفكار كثيرة كانت تسكن تلك المرأة، التي أطلق عليها المجتمع آنذاك لقب "العانس الطروب" لفرط سعادتها". إلا أنها تعود لتلفت الانتباه، إلى أنَّ "حياة السفر والنجاح المعني التي عاشتها صديقتي الثرية، لم تثمر إلا بيتاً تشاركها إيّاه أشباح الذين غيَّبهم الموت من عائلتها، فعزوفها عن الزواج خلف وراءه شرخاً لا يملأه إلا صوت طفل يبدو قدومه اليوم مستحيلاً، وهي التي تخطت الـ50 من عمرها ومن معتقداتها الخاطئة".
- ما أحلى الحرّية:
لم تدخل عالم العنوسة من باب سوء الحظ فالقرار كان جاهزاً والتصميم على العيش بلا رجل جاء مع سبق الإصرار والترصد، والمبرر كما اعتادت أن تردده "لا يمكن لامرأة في رأسها عقل أن تتزوج". نهلا، التي تقف على أخر سلم العقد الرابع، رفعت شعار الإضراب عن الزواج في عمر الـ25، فالرجل بالنسبة إليها "بمثابة قطعة أثاث إضافية" لا مكان لها في حياتها. لهذا، انضمت إلى طابور المضربات عن الزواج بكامل إرادتها وقناعتها، ضاربة بتقاليد مجتمعها عرض الحائط. نهلا، التي لم تحلم في يوم من الأيام ببيت دافئ وطفل يملأ عليها حياتها، تؤكد أن "الدنيا أكبر من جدران بيت، وأهم من حضن رجل"، لهذا راحت تبني أحلاماً من نوع مختلف لا تعترف بمخلوق اسمه. قرار السفر، كان مفتاح الحلم الجديد في حياة نهلا التي تحكي قصتها قائلة: "حزمت حقيبتي وقصدت دبي بعيداً عن مجتمع يحرم على الفتاة التنفس خارج محيط الأب أو الزوج، فكان ما أردت، بيتاً ووظيفة وراتباً وحرّية لا أفق لها ولا حدود". 15 عاماً من الحرّية، التي اشترتها نهلا ببطاقة سفر وعقد عمل، مرّت، ليزداد يقينها بصحة قرارها وحكمته، حيث إنها تُشير إلى أن تجارب صديقاتها المتزوجات، لم تدفعها ولو لمرة واحدة إلى هاوية الندم على عنوستها الاختيارية، "فمساحة الصرف عندهنّ محدودة ومحكومة بقرار من الزوج، وحرّية الحركة والخروج تضبطها كلمة موافق من الزوج، ومواعيد قيامهنّ ونومهنّ وحقوقهنّ ودورهنّ كأم وربات بيوت، أشياء يُحرِّكها الزوج بيده كما لو كان يحرك دمَىً من قماش" بحسب ما تقول. تتابع بنبرة المنتصر: "كنت أقارن بين حرّيتي وسجن صديقاتي المتزوجات، وبين استقلالي المادي وارتباطهنّ المهين بمال أزواجهنّ، وبين راحة بالي وقلقهنّ على أولادهنّ ومدارسهم ومستقبلهم، لأتوصَّل إلى نتيجة مُرضِية تقول: "هذا ما جنته صديقاتي على أنفسهنّ، وما لم أجنِه على نفسي والحمد لله".
ولدى سؤالها عن مشاعر الأمومة التي تُدغدغ أحلام النساء، وقد اقتربت من الخمسين. تجيب بثقة واضحة: "أنا أمارس أمومتي مع أبناء إخوتي من بعيد، فمسألة التورُّط العاطفي في حبهم مرفوضة عندي تماماً". تأخذ نفساً عميقاً مُضيفةً: "سبحان مَن أراحَني من شغل البال والسهر والقلق، يكفيني أن أكون عمَّة وخالة. أما أن أكون أماً، فهذا من اختصاص نساء أُخريات".
- صورة البطل:
لكن، هل أنَّ اختيار "العنوسة" بشكل طوعي قرار صائب يعفي المرأة من التبعية، ويحقق لها الكيان المستقل الذي تبحث عنه؟ أم أنه القرار الخطأ في زمن من غير الممكن أن يصفق له، على الرغم من كل المعطيات الجديدة التي أفرزها الواقع الجديد للفتاة العربية؟ في هذا الإطار، تُعلن سامية الفطناسي، التي تركت قطار الزواج يمرُّ من محطتها من دون أن يتوقف أكثر من مرة، أسفها على حياة الوحدة التي تعيشها يوماً بعد يوم، تقول: "خارج حدود البيت تغلي الحياة بمشاغل لا حصر لها، ولكن ما إن أعود ليلاً، حتى أغرق في صمت المكان، وحالة النفي الاجتماعية التي اخرتها طواعية بصفتي امرأة عازبة، لا يحق لها ما يحق للسيدة المتزوجة". تَعزُو سامية سبب رفضها لعروض الزواج في الماضي، إلى استقرارها المادي والمهني الذي منحها إحساساً بالاستقلالية، إضافة إلى اعتقادها "بأن الرجل، وحين تكون المرأة في ريعان الصبا، يتجرَّد من قيمته كشريك، فتعيش وهم الاستغناء عنه حتى تدخل عقدها الثالث"، مشيرة إلى أن نموذج الرجل الكامل، كان يحول بينها وبين عروض الزواج، "فالبحث عن صورة البطل بحث شاق غير مجد، لأن البطولة كلمة لا نجدها إلّا في حكايات سندريلا والأميرة النائمة. أما على أرض الواقع، فالرجل لا يُلبِّي نصف حاجات المرأة التي تحلم بها".
- حاجات:
"حين ننظر إلى المرآة، لا نشعر بأنّ الصورة كاملة، إلّا إذا كان الرجل برفقتنا، فهو نصفنا الثاني والمرأة لا تعيش بنصف واحد". بهذه الكلمات، تُدافع طبيبة الأسنان لينا أبو عفيفي عن فكرة الارتباط، مُؤكّدة أنَّ "حاجة الفتاة العاطفية إلى رجل، لا يمكن أن تخمد وإن بقيت تحت رماد الانتظار العمر كله"، فالرجل كما تتابع: "سند المرأة، وعامل الأمان في حياتها، لأنه الهوية الاجتماعية التي تحملها لتقديم نفسها بين أناس لن يقبلوها عازبة ولو كانت أخلاقها مضرب مثل"، مشيرة إلى أن "موجة الاستغناء النسائي عن الزواج في مجتمعاتنا، لا يمكن أن تتقاطع مع استغناء النساء في الغرب عن فكرة الزواج، فتسمية الأم العزباء تسمية مرفوضة في مجتمعنا الشرقي، لأن الإنجاب لا يمكن أن يتم إلّا في مَظلَّة الزواج الشرعية ولو رفعت تلك الفتيات شعار الاستغناء عن رجل مئة عام".
- لأجل الولد:
"الأمومة طيف يُلاحق مُخيلة الفتاة ليلاً ونهاراً، والزواج مفتاح ذلك الحلم إلى أرض الواقع". بهذا، تُجيب رانيا المملوك مختصرة كل الإجابات برد واحد: "ضرورة الزواج لا تأتي من أجل استمرارية الحياة، بل من أجل الاستمتاع بها، والتعرُّف إلى معانيها الدفينة، في رحم حكاية تبدأ مع ولادة طفل"، مؤكدة أن "الأمومة هي التي تعطي الزواج قيمته ومعناه، ما يجعلها العامل التحريضي الوحيد في حياتها من أجل قبول عرض الزواج".
إلا أنّ البحث في أهمية الزواج ولا أهميته، يفرض من وجهة نظر رانيا الدخول في تفاصيل أكثر: فحرّية الفتاة العازبة في رأيها "لا تقدر بثمن، نسبة لِمَا تتمتع به من قدرة على التحليق بمفردها في مسَاحتها الخاصة. ولكن، حين تقارن بين تلك الحرّية والمنح المجانية التي يقدمها المجتمع لها وهي على ذمة رجل، تتنازل عن حرّيتها وتقصُّ جناحيها، ومُفضّلة دخول القفص والحصول على كل المكاسب التي يوفرها لها اسم الزوج".
- مدام فلان:
يبدو أن الخروج على النصّ التقليدي للزواج، "ليس بالأمر المألوف في مجتمع شرقي، كما تعتقد ملك فايز، المتزوجة منذ 23 سنة. لهذا، هي تُوجّه إصبع الانتقاد إلى البيت الذي لا يُربّي ابنته على التقاليد الاجتماعية، التي تقول إنّ الحياة تساوي رجلاً زائد امرأة، مُؤكّدة أنّ "الفتاة في البيئة الصحية، تتربّى على فكرة أنّ الزوج سيُخرجها من بيت أبيها إلى العالم الرحب، لتكون مدام فلان التي تُرفع لها القبَعة أينما حلّت". مَلَك، التي ترى الزواج "قانوناً من قوانين الحياة" تُشير إلى أن "مستقبل الفتاة التي تُعرض عن الزواج يكون بلا ملامح". ففي رأيها أنّ "الأمومة، والبرستيج الاجتماعي، والقبول بين الناس، عبارة عن اكسسوارات تزين مستقبل الفتاة وتمنحه الشكل المطلوب"، مُوضّحةً أنّ "الحياة بلا زواج أشبه بالعيش في صحراء لا ماء فيها ولا خضرة".
- نَكِرة:
حقّ الفتاة في الحكم على الزواج مشروع بنسبة مئة في المئة من وجهة نظر أمل خريس، التي تعتبر أن "معطيات الحياة الحديثة منحت المرأة الحرّية في قول (نعم) أو (لا)، لأنها لم تعد تعيش في جلبات أبيها كالسابق، بل صار لها جلبابها الخاص الذي صنعته بيديها وعلى ذوقها". مع هذا، لا تقف منى إلى جانب الرافضات مشروع الزواج، من مبدأ الخوف على مصلحتهنّ. تقول: "للأسف، تبقَى الفتاة نَكِرة حتى تتزوج، والزوج مهما كان أقل منها اجتماعياً وتعليمياً ومادياً، يبقَى صاحب الفضل في رفعها إلى الدرجة الاجتماعية المناسبة، وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها".
- ليست مسألة مادية:
"الإضراب عن الزواج ليس إلّا إضراب عن الحياة". هكذا تقول أريج دلول، الفتاة التي تَبنَّت قرار "العنوسة" سنوات طويلة، لتخرُج بعد ذلك نادمة على الأفكار الثورية التي لا صلة لها بأرض الواقع. تأخذنا أريج إلى سنوات إضرابها عن الزواج. تقول: "كنت فتاة تملك كل شيء: بيتاً في أبوظبي وسيارة ودخلاً شهرياً، وجواز سفر كندياً، وبيتاً باسمي في كندا". تضيف: "النظرة إلى الرجل في ظلِّ مُعطيات كتلك التي كنت أمتلكتها آنذاك، كانت في غير محلِّها، فالرجل ليس العائل المادي فقط، وليس ذاك الذي يُقدّم البيت والمأكل والشراب، ويوفّر للمرأة أحلامها من بريق اجتماعي ووضع مرموق، إنه الصدر الرحب الذي نلقي عليه رؤوسنا في لحظات الضّعف، واليد التي تحنُّ علينا ونحن في أمس الحاجة إلى الانتماء والأمان". عامل الطمأنينة الذي تربطه أريج بالرجل، أثمَن من أي بيت قد يشتريه الرجل للمرأة، حسب تعبيرها، "فالزواج المفصل الأهم في حياة الفتاة، والمحطة التي يختارها قطار العمر ليرتاح فيها، لهذا تُسارع إلى التخلِّي عن قناعاتها ما إن ينتابها إحساس الخوف من المجهول والوحدة"، وهذا ما تعترف أريج بأنه حصل معها.
- عصيان مرفوض:
"الزواج غطاء اجتماعي للمرأة، سواء شاءت المضربات أن أبين". بهذا الكلام الانفعالي، تهاجم منى تمروق "العصيان النسائي الذي يحرم صاحباته من الحياة الطبيعية التي تتمتع بها المتزوجات"، مُؤكّدة أنه "لا يصحُّ إلّا الصحيح، مهما رفعت المرأة رايات الحرّية ونكّست شعارات الأجداد، المتعلّقة بضرورة الزواج من باب الستر، وحفظها من حياة العزوبية المليئة بالسلبيات". تضيف: "ما من أحد يكره استقلال المرأة المادي والاجتماعي، ولكن لخصوصية العلاقة بين الرجل والمرأة، حديث آخر لا صلة له بالناحية المادية، فالمرأة مخلوق قاصر، والرجل على علّاته إن وُجدت، هو الراعي الذي يحفظ لها مكانتها، وكبريَاءها، في مجتمع ذُكوري لم يُغيِّر تقييمه لها، على الرغم من أننا دخلنا القرن الحادي والعشرين".
- حاجة اجتماعية:
إلى أيَّ حد يعتبر الزواج في مجتمعاتنا ضرورياً؟ يعتبر أستاذ علم الاجتماعي الدكتور عدلي السمري، أنّ "الزواج يأتي من منطلَق حاجة فطرية واجتماعية، وليس مجرد سلوك فردي". يقول: "لهذا لا تتوقف حاجة الفتاة العربية إلى الزواج، عند ما يحققه من وظائف مرغوبة واحتياجات لا يمكن الاستغناء عنها، إنما لأنه يُقدّم صورتها الاجتماعية في الإطار المطلوب والمناسب". ويشير السمري إلى أن "الزواج هو نمط من السلوك، يعكس في جوهر حاجة الرجل إلى المرأة وحاجة المرأة إلى الرجل، بشكل يُرضي الاثنين ويُعزِّز أهمية بعضهما إلى بعض". يُضيف: "المرأة بزواجها تقول للمجتمع أنا امرأة كاملة، وقادرة على القيام بالعديد من الوظائف والمهام كزوجة وأم وراعية منزل"، مؤكداً أن "مكانة الفرد في المجتمع، تُقاس بمقدار ما يُسهم في استمرارية واستقرار ونجاح المجتمع، وبالطبع فإن الزواج كمؤسَّسة اجتماعية تمنح المرأة فرصة جيّدة للقيام بدورها وتحقيق مكانتها". ويَمضي الدكتور السمري في شرح أهمية الزواج، مُوضحاً أنه يُمثل "سنداً وعوناً اجتماعياً لا يمكن الاستغناء عنه للجنس البشري بشكل عام، وللفتاة بشكل خاص، فهو ضرورة حتمية واجتماعية ومظهَر صحي لإنسان سوي لا يعاني اضطراباً أو خللاً ما". يقول: "عليه، فإنّ الفتاة التي تنكر حاجتها إلى الزواج، تبقَى في عين المجتمع غير سويّة وغير مكتملة".
* 3 أسئلة إلى.. رئيس "منظمة الأُسرة العربية" د. جمال البح:
- الحداثة زيَّفت وعي الفتاة وشوّهت صورة الحرّية
1- هل من الممكن النظر إلى عزوف الفتيات عن الزواج بصفته ظاهرة؟
- العزوف عن الزواج ليس ظاهرة، بقدر ما هو ميل بات يستقطب مجموعة من الفتيات الراغبات في الابتعاد عن الروابط الاجتماعية التقليدية. لهذا، يأتي عزوفهنَّ ردّاً على عزوف الشباب عن الزواج، خاصة بعد أن أصبح العمل مكفولاً للجميع، مانحاً الفتاة مثل الشاب الاستقلالية المادية المنشودة، التي تساعد على الاستغناء عن الزواج.
2- ما الدوافع التي تخلق هذا الاتجاه لدى بعض الفتيات؟
- الروابط الأُسرية المتفككة وضَعف سلطة الأُسرة على الفتاة، يؤدّيان إلى تكوُّن تلك العقلية الساعية إلى الاستقلال والابتعاد عن الضوابط الاجتماعية، ناهيك عن الحدَاثَة والنقلَة النوعيّة للمجتمع التي زيَّفت الوعي عند الفتاة، وشوّهت صورة الحرّية. وهناك الترف الاجتماعي والإعلام الذي يُسهم في فورانه وعدم انضباطه بخلق هذه العقلية.
3- كيف يتم تقييم الفتاة المعرضة عن الزواج؟
- لابدّ أن تعاني الفتاة، التي ترفض الزواج بقرار شخصي، شذوذاً في العواطف، حيث تتنازل بإرادتها عن حلم الفتاة الفطري بالأمومة، والعيش في كنف رجل مُحب، وتأسيس أُسرة ومَكانَة اجتماعية، لتكون العزلة خيارها والطمأنينة وراحة البال من ألدِّ أعدائها، وهذا ما لا يتقبَّله منطق ولا شريعة.