تصوير بكميرات الجوال في الافراح و الزواجات
أفرزت الثورة التكنولوجية الحديثة تقنيات وابتكارات متجددة، بدءاً من الكمبيوتر المحمول وليس انتهاء بالهاتف النقال المزود بتقنيات وخصائص مختلفة؛ يعمد الإنسان إلى تسخيرها لراحته وحل مشكلاته وتطوير أساليب حياته.
وعلى الرغم من ذلك يبقى بعضها مثيراً للجدل خاصة إذا ما تعلق بكاميرا الهاتف الجوال، فالبعض ينبهر بقدراتها ولا يلقي بالاً للمخاطر التي تجترها عليه، إذ يعمد إلى استخدامها بصورة سلبية فيصور الفتيات والنساء ويتبادل صورهم مع أصدقائه في انتهاك صارخ لحرمات الله وقتلاً للمبادئ والقيم التي جبل عليها الإنسان المسلم، والبعض الآخر يتعاطى معها بمنظور إيجابي فيوظفها لتذليل صعاب الحياة.
ولقد انقسم الناس في استخدامها إلى فريقين:
الأول انبهر بقدراتها، ولم يلق بالاً لمخاطرها! واستخدمها لإلحاق الضرر بالآخرين فتجسس ونظر إلى العورات وما لا يحل له بغير إذن أصحابها.
وفريق ثاني كان أكثر وعياً بهذه التقنية على القاعدة الشرعية التي حدث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار".
في الآونة الأخيرة ونتيجة انعدام الوعي الديني والفساد الأخلاقي الوارد للشباب المسلم من العالم الخارجي عبر وسائله الإعلامية؛ بات الفريق الأول أكثر انتشاراً! فتجد الفتيات في الأفراح تعمدن إلى تصوير أحبتهنّ من الأقارب عبر كاميرا الهاتف النقال وتبدأنَّ بتناقلها عبر البلوتوث غير آبهات بإمكانية التقاطها من شخص يسيء استخدامها أو يبصرها أحد أشقائها فيتلذذ بالنظر إلى مفاتن الصور، ويوقع نفسه في الإثم والمعصية.!
وبذلك يتحول الجهاز من مباح إلى محرم حتى لو كان أصله الإباحة؛ نتيجة الاستخدام السيء وإلحاق الضرر بالآخرين.
تداعت أجواء الفرح
في إحدى قاعات الأفراح بغزة، تداعت أجواء الفرح وتحولت إلى أنات حزن استوطنت القلوب! والأسباب لا تعدو استخدام التكنولوجيا الحديثة في غير موضعها، وبشكل سلبي يتجاوز الغاية الكبيرة من إيجادها فيتعرضون للأعراض وينتهكون الخصوصيات.
التفاصيل ترويها - هبة- شقيقة العريس والتي تعرضت لانتهاك خصوصيتها والاستهانة بحرماتها من قبل صديقة ظنت أنها تجاملها، تقول الفتاة:" في بطاقة الدعوة حذرنا الفتيات من استخدام كاميرا الجوال لتصوير وقائع العرس، لكن البعض لم يلتزم بالتحذير خاصة شقيقات العروس"إحداهنّ بدأت بتصوير العروس بثوب زفافها، فأخبرتها بأن تسرع في مسح الصورة ولا تكرر فعلتها مرة أخرى حفاظاً على شقيقتها؛ فهي لا تأمن من يبصر هاتفها من الأقارب، وبذلك تكون قد أوقعت شقيقتها في الحرام حيث يبصرها ما لا تحل له، وما كان ردها إلا "هذه شقيقتي وأعلم كيف أحافظ عليها" ولعدم افتعال مشكلة في الفرح هدأني شقيقي، وأخبر بأنه سيتصرف، لكنه ما استطاع في اليوم التالي جاءه أحد الأقرباء مهنئا ًوأخبره بجمال عروسه! ولما سأله أين رأها حيث إن الفرح لم يكن مختلطا ًوكان على الطراز الإسلامي أخبر في هاتف زوجته فقد التقطت لها صورة في ثوب زفافها، عندها لم يملك فعل شيء إلا أن غضب وصب غضبه على زوجته التي سمحت لشقيقتها بتصويرها ونقل صورتها لقريباتها وصديقاتها.
استخدام سلبي
وترى أم عبد العزيز أن الاستخدام السلبي بتقنية كاميرا الهاتف النقال تتسبب في إيذاء الناس وينتهك حرماتهم ويبصر خصوصياتهم وما لا يحل ولا يحق له بالنظر إليه، لافتة إلى أنها ظاهرة خطيرة بدأنت تطفو على سطح المجتمع الفلسطيني المحافظ ، داعية إلى ضرورة أن يعاقب كل من يستخدم كاميرا الجوال بطريقة مخلة الآداب ومنتهكة للحقوق والخصوصيات؛ لأنه يشيع الفاحشة بين الناس، ويحرضهم على فعل المنكرات بالنظر إلى المحرمات من النساء والفتيات.
ضرورة التوعية
أما سمر فتؤكد على ضرورة التوعية الدينية باستخدام كاميرا الجوال؛ للحفاظ على شرف نساء مجتمعنا، بإبراز مخاطرها وأنها أقوى أدوات هتك الخصوصية للنساء، لافتة ًأن المنع والحظر دون توعية لا يكون مجدياً؛ فكل ممنوع مرغوب لذلك فالتوعية أولاً والإرشاد، ومن ثمَّ إذا لم تحسن استخدامها تمنع وتحرم، داعية إلى عدم التساهل ومنح الثقة المفرطة، خاصة أن تلك الكاميرات المثبتة بأجهزة الهاتف تدخل لقاعات الأفراح وتنقل صور النساء والفتيات وهنّ بكامل زينتهنّ لذلك وجب التوعية والحيطة والحذر.
استهانة بالحرمات
ويشاطرها الرأي سعيد الذي يرى أن الاستخدام السيئ لكاميرا الهاتف النقال هتك للخصوصية واستهانة بحرمات الناس مشيراً إلى أن ذلك نابع من ضعف الوازع الديني والتوعية الدينية لدى أصحاب النفوس الضعيفة، ناهيك عن الاستهتار والاستهانة بهتك أعراض الآخرين.
وأحياناً قد يكون السبب من أولئك التشفي من الناس، داعياً إلى ضرورة أن تعاقب كل فتاة تشغل كاميرا جوالها في صالة الأفراح؛ لتلتقط صوراً للمدعوين من غير المحارم سواء الصديقات والأقارب.