الأكل في حالة الغضب عادة لا بد من التخلص منها

الأكل في حالة الغضب عادة لا بد من التخلص منها

تسمعين الكثير من جاراتك يعلن أن سبب بدانتهن مرتبط بالتوتر . " فأنا عندما انفعل اصبح بدينة" , كما تقول إحداهن . لكن الحقيقة هنا غير كاملة . فالانفعال لا يتسبب بالبدانة , ولكن الهرب من الانفعال إلى الثلاجة , أو مكافحة التوتر بالأكل , هما اللذان يؤديان إلى البدانة .



تقول ليندا سبينغل وهي دكتورة في التغذية وتدير برنامجاً لضبط الوزن ومؤلفة كتاب " الحياة الصعبة والأكل السهل " :



" إن مرض الأكل الذي تتسبب به الانفعالات أو إسكات الشعور وتهدئة النفس بالتهام الأطعمة والمأكولات أمر يبدأ فينا منذ الصغر . وقد يبدأ عندما يجرح الطفل ركبته مثلا لأول مرة فيسترضونه بقطعة حلوى أو ببسكوته تخفف ألمه وتطيب جرحه " .



وتضيف : " للخروج من هذه البوتقة علينا مواجهة مشاعرنا بشكل مباشر . صحيح أن التهام الطعام أسهل من الغوص لحل المشاكل المعقدة والنزاعات القائمة بينك وبين الآخرين , وأسهل من إيجاد الحلول للمشاكل العائلية أو المواقف في نطاق العمل التي تسير في طريق مسدود . ولكن ما لم تواجهن أحاسيسك ومشاعرك بشكل مباشر فلن تحصلن على متطلباتك الحقيقية " لذا تقترح سبينغل أن تسألي نفسك الأسئلة الخمسة :



1- ماذا يحدث ؟



عليك أن تكوني واعية عندما تشعرين بأن لديك رغبة تدفعك للأكل لا تنبع من الشعور بالجوع , يجب أن تتعرفي على السبب الذي كان يؤثر عليك في تلك اللحظة .



2- ما الذي اشعر به ؟



غوصي إلى أعماق نفسك واعترفي بأن حاجتك إلى العطف والحنان هي المصدر الذي يسبب لك هذه الرغبة.



3- ماذا يمكن أن تقومي به ؟



فكري بما يمكنك أن تفعليه لكي تشبعي رغبتك بخلاف الأكل وتتخلصي من الهواجس التي تقلقك وذلك بطريقة أقل تدميرا .



4- ماذا يقف في طريقي ؟



انظري إلى حياتك وحاولي أن تتعرفي بإيجابية على الأمور التي تمنعك من التغيير .



5- كيف يجب أن أتصرف ؟



اتخذي لك أهدافا في الحياة . قومي بوفاء العهود التي تقطعينها على نفسك وبرّي بوعودك وتعهداتك . تلك هي الخطوات الرئيسية التي سوف تغير حياتك بشكل جذري .



نحن نأكل ما نشعر به :



لماذا يعمد بعض الأشخاص إلى دفن أحزانهم في مغطس من الأيس كريم مثلا . وآخرون يقضون على هذه الأحزان بالتهام كيس من البوشار أو الشيبس ؟ بعد 16 سنة من مراقبة الطريقة التي يقدم بها الناس على استخدام الأكل للتعامل مع عواطفهم قامت سبينغل بتصنيف الرغبة في الأكل إلى صنفين : النوعية التي تشبع جوع العقل والأخرى التي تشبع القلب . فالإحساس بالضغوط النفسية والإحباط والاشمئزاز من النفس ( أو جوع العقل ) تجعل الناس تقبل على المأكولات التي تحتاج إلى المضغ مثل ألواح الكراميل والستيك أو إلى القرقشة مثل النقولات وشوفان الصباح والبسكويت أو المتماسكة التكوين مثل البطاطس المقلية والنقانق والبيتزا .





الشعور بالفراغ وعدم الاستقرار والملل والإحباط والتعب والوحدة ( أو جوع القلب ) تجعل الناس تقبل على المأكولات اللينة مثل البوظة ( أيس كريم ) المعجنات مثل المعكرونة والأجبان . وفي اعتقادهم أن هناك مأكولات تقدم لفافة اللحم أو البسكويت بالصلصة أو الكعك والكاتو والكيك أو الطعام الذي كانوا يحبونه في صغرهم مثل اليخنة والخبز البيتي , والطعام الذي تحضره الأم .



بعد كل هذا هل أنت قادرة على التحكم بنفسك بحيث تقاومين انفعالاتك بطريقة غير تلك التي درجت عليها حتى الآن , بعيدا عن الأطباق وألواح الشوكولاته ؟ !