المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة يحتفل بيوم النساء العالمي

المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة يحتفل بيوم النساء العالمي
(17/03/2011)


لم تعد مشاركة النساء للرجال في بناء المجتمعات ترفا، بل ضرورة للتنمية والتقدم والنماء، وهو ما أكده احتفال المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية في الأردن، في مركز الحسين الثقافي/ أمانة عمان الكبرى أمس، بالذكرى المئوية ليوم المرأة العالمي.
ففي كلمات بسيطة لخصت هذه الرؤية المديرة التنفيذية للمكتب الإقليمي للأمم المتحدة للمرأة في عمان دينا عساف عندما قالت إن «مجتمعاتنا تحتاج النساء والرجال للعمل والتنمية لنتقدم في بلادنا».
وقبل مئة سنة، عندما احتفل العالم باليوم العالمي للمرأة لأول مرة، كانت عدة مصطلحات مثل المساواة بين الجنسين وتعزيز المرأة تعتبر مفاهيم متطرفة، وعلى الرغم من تقلص فجوة التمييز بين الجنسين في التعليم، فمازال هناك فروق كبيرة بين البلدان، و عدد كبير من الفتيات اللواتي يرفضن الالتحاق بالتعليم ويتركن المدرسة من دون الحصول على مهارات كافية وبالتالي الحصول على عدد أقل من الفرص.
عساف تلت خلال الاحتفالية التي عززت موضوع احتفالية هذه السنة: « إتاحة الحصول المتكافئ على التعليم و التدريب و العلم و التكنولوجيا: مسار إلى فرص العمل اللائق للمرأة «، كلمة المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة ميشيل باشليت.
فقد سلطت باشليت الضوء على المكاسب التي تحققت منذ مسيرة النساء قبل 100 عام عندما سمحت دولتان فقط للنساء بالتصويت مقارنة بحق التصويت العالمي السائد حاليا مع انتخاب المرأة في قيادة الحكومات.
وقالت «أعتقد أن هؤلاء النساء الرائدات سينظرن إلى عالمنا اليوم نظرة فخر وخيبة أمل. فخر بسبب التقدم الذي أحرز في خلال القرن الماضي الذي شهد توسعا غير مسبوق في حقوق المرأة، وخيبة أمل لأنه، وعلى الرغم من هذا التقدم، فإن الآمال بتحقيق المساواة ما زالت بعيدة عن التحقق، فالفتيات ما زلن الأقل في الحصول على التعليم وفي كل يوم وكل 90 ثانية تلقى امرأة حتفها خلال الحمل أو الولادة».
واشارت إلى أن النساء ما زلن يحصلن على أجور أقل من الرجال على الرغم من قيامهن بنفس العمل وفي الكثير من الدول لا يحصلن على الأراضي والإرث المتساوي.
وأوضحت أنها «كأم واجهت التحدي للموازنة مابين عائلتها وعملها، رأيت كيف أن غياب رعاية الطفل تمنع المرأة من العمل بأجر، فكانت فرصة للمساعدة على إزالة هذه الحواجز واحدة من الأسباب ذهابي إلى عالم السياسة، ولهذا دعمت السياسات التي توسع الصحة وخدمات رعاية الطفل للعائلات، كما كانت الأولوية دعم برامج الحماية الاجتماعية».
وقدم منسق البرنامج في الأردن بشير أبو جاموس عرض عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة إذ بين أن الهيئة من قبل الجمعية العامة في تموز الماضي، مع دمج أربع وكالات للأمم المتحدة هي صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (يونيفيم) وقسم النهوض بالمرأة ومكتب المستشارة الخاصة للشؤون الجنسانية ومعهد الأمم المتحدة للأبحاث والتدريب للنهوض بالمرأة.
ومن المقرر أن تتلقى الهيئة الجديدة دعما ماليا كبيرا وقد تم تخصيص ما لا يقل عن 500 مليون دولار أمريكي كميزانية سنوية لتشغيل منظمة الأمم المتحدة للنساء.
وبين أبو جاموس أن مهام الهيئة هي تواجد أكبر في العالم ، توصيل صوت المرأة وتوسيع القيادة والمشاركة وإنهاء العنف ضد المرأة وضمان مشاركة النساء في حل النزاعات وتمكين المرأة اقتصاديا والمساواة بين الجنسين في التخطيط والميزانية، ودعم قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالمرأة، والاتفاقيات الدولية التي تعنى بغزالة التمييز ضد المرأة مثل سيداو.
من ناحيتها قدمت رئيسة قسم إحصاءات النوع الاجتماعي في دائرة الإحصاءات العامة منال سويدان عرض لدراسة»المرأة والرجل في أرقام عام 2010 «.
وجاء بالدراسة أن معدلات النشاط الاقتصادي المنقح للذكور أعلى بكثير منه للإناث، بحوالي ست أضعاف في عام 1994 70% للذكور 6و11% للإناث، وفي عام 2009 أربعة أضعاف معدل النشاط الاقتصادي، للذكور 8و64 مقابل 9و14%
وتدلل الأرقام بأن الفجوة في معدل النشاط الاقتصادي بين الذكور والإناث مرتفعة، ما يعني أن المساهمة الاقتصادية للمرأة أقل بكثير من مساهمة الرجل.
وتعتقد سويدان أن أسباب انخفاض مساهمة المرأة بسوق العمل يعود إلى ما أسمته «بالعنف الاقتصادي»، وهو بحسب سويدان أن الدخل الذي تتحصل عليه المرأة من عملها يذهب لغيرها بالكامل إما لزوجها أو لوالدها، ما يجعلها تفضل البقاء في المنزل.
ومن الأسباب وفق سويدان عدم قدرة بعض النساء على الموائمة ما بين مسؤوليات العمل والأسرة، والثقافة المجتمعية التي تعارض عمل المرأة، وعزوف بعض المؤسسات والشركات عن تشغيل النساء، فضلا عن عدم موائمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل.
وعرض قصص نجاح لعدد من النساء الرائدات في قيادة شركات قطاع المعلومات والتكنولوجيا وإتاحة عدد أكبر من الفرص لطلبة تكنولوجيا المعلومات وتوفير لقاء يجمع بينهم وبين الشركات العاملة في مجال تقنيات المعلومات.
فقد تحدثت كل من زينة المجالي ولانا أبزاخ وسمر مزيك عن تجربتهن وقدرتهن على تأسيس أعمال خاصة بهم متحديات كل المعيقات المادية والاجتماعية، بالعزم والتصميم والإيمان بقدرة المرأة.
وتخلل الاحتفالية، عرض فيلم وثائقي عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وشارك بالاحتفالية طلبة من كلا الجنسين من جامعتي سمية والأردنية وكلية الصناعية التابعة للأنوروا، بغية منحهم فرصة التعرف على شركات تعمل بقطاع تكنولوجيا المعلومات بقصد التدريب.