لا تنسي في أول ليلة

عرسان صيف هذا العام : لا تنسوا في أول ليلة

كلما اقتربت ليلة العمر كما يحلو للبعض أن يسميها ... كلما تزاحمت المهمات اللازمة... والالتزامات المهمة ... والمواعيد التي لا مناص منها ... وقبل هذا وذاك كلما تدافعت المشاعر المختلطة .. والخواطر المتناثرة ... والأفكار المبعثرة ... مع شيء من هواجس الخوف ما بين مد وجزر ... !!
فما يكاد بال عروسنا يهدأ بخصوص فستان زفافها
واكتمال حياكته ...حتى تداهمها مخاوف مناسبته لمقاسها يوم الزفاف وكيف
ستبدو به ؟؟ أو كيف سيبدو عليها !! وإن كانت قد جربته مراراً وتكراراً ...
وما أن تخرج من هذه الدوامة حتى تدخل أخرى تتعلق بباقة الورد
التي ستحملها من حيث ألوان الورود مروراً بأحجامها وأنواعها حتى تصل إلى
أعمق دقائق ترتيبها وجدة فكرتها !!... وما أن تحدد ألوانها ونوعية الورد
فيها بل حتى طولها وعرضها ... حتى يعتريها القلق حول ما ستكون عليه فكرة تصفيف شعرها ؟؟ وكيف ستثبت طرحتها ؟؟ وما الأنسب لقسمات وجهها ؟؟ ... أما عن طريقة تبرجها
وأي مزينة ستقوم بذلك فحدث ولا حرج فمتاهة الألوان المناسبة تخالط حيرة
الرسمة الملائمة !! وهكذا في عراك مستمر ما بين كر وفر !!... فما أن تنتهي
من أمر حتى تتلقف التالي ... فموعد (بروفة الميك أب) يزاحم جلسة ( تنظيف البشرة ) !! ... وموعد تسليم ( إكسسوار الشعر ) يسابق ( بروفة الزفة ) !! ... وفجأة تتذكر أنها لم تحدد بعد لون عدساتها !! ( كان الله في عونها )...
ومع كل هذا تزاحم مشاعر فرحتها بالغد ... هواجس خوفها منه !!
وعريسنا ليس بأحسن حالاً من عروسه ... فاليوم موعد استلام ثيابه الجديدة ... لكنه سيمر بمسؤول قاعة حفل الزفاف ليدفع بقية التكاليف ... وأمه مع خالته الكبرى تنتظرانه ليكملوا سوياً تحديد أصناف الضيافة وأشكالها ... وصديقاه ( ... ) و ( ... ) قد أخذا منه موعداً لجلسة أخيرة قبل أن يختفي !!! ... وهناك موعد مع عامل الستائر لإكمال بعض القطع ... أما نظارته الشمسية
الجديدة فبالرغم من أهميتها في هذا الصيف المشمس جداً إلا أنه لم يحدد بعد
وقتاً يقتطعه لأخذها ... وسيحتاج لبعض الوقت ليمر على أخته التي لا يتخلى
عن مشورتها لتساعده في اختيار هدية لعروسه فقد احتار كثيراً فيها ... وسيوصي أخاه (....) بإحضار جهاز حجزه مسبقاً من محل الأدوات الكهربائية لم يتسنى له المرور عليه ... لكنه بعد هذا كله تذكر موعد صيانة سيارته فكيف سيتنقل لإنجاز كل هذا !! ... وعندها يرن هاتفه الجوال فيجد أباه على الطرف الآخر يذكره بتسليم جارهم أبي ( ... ) بطاقة دعوة حفل الزفاف مؤكداً عليه بألا ينساها !!! ... (كان الله في عونه ) ...
ومع كل هذا تزاحم مشاعر فرحته بالغد هواجس خوفه منه !!
ومع بدء العد التنازلي لتلك الليلة ... تنجز كثير من تلك المهمات ...وتشطب من القائمة جملة من الالتزامات ... وتنتهي بالتأكيد كل المواعيد ... ما خلا موعداً واحداً حشدت لأجله كل المواعيد ... لكن ما تزال تزاحم مشاعر فرحتهما بالغد هواجس خوفهما منه !!
ويقبل الغد المأمول ... ( يوم الزفاف ) ... بكل ما يحمله من نغمات وعبق وألوان الفرح ... فيحلقان بعيداً حيث قول الكريم المنان : (( ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )) وفي ثنايا غمرة نغمةٍ شاديةٍ وأختها ... و عبقٍ أخاذٍ وتالٍ له ... ولونٍ بهيجٍ وآخر ... تتراءى لهما عتمة مشاعر فتعصف بقلبيهما ...
ويبدأ الحفل
... وتمر الساعات سريعة في وقعها ... مفعمة بجميل ذكرياتها ... وفي نهايته
... يسدل الستار بعد أن تزف العروس إلى عريسها ... ليبدآ رحلة حقيقية
يحدوهما الأمل بأن تكون في ظلال ... (( مودة ورحمة )) ...
لكن ... مازال هناك ما لم ينجز بعد ... بل أهم من كثير مما أنجزاه ...
الذي
يحصل في نهاية كثير من أعراسنا ... أن يخرج العروسان ... مابين دعوات
قلبية صادقة ودموع فراق دافقة ... ثم يبدأ الأهل بلملمة ما تبقى من أثر
ليلة العمر !!! ... وتدخل العاملات بقاعة الزفاف إلى صالة الطعام بعد خروج
المدعوات ... ليبدأ مسلسل ... (( بطر النعم !!)) ...
للأسف كثير من العرسان ينجحون إلى حد كبير في التخطيط لتلك الليلة لأبعد التفاصيل ويغفلون عما هو من أهمها :
كيف نبدأ أول ليلة بداية صحيحة ؟؟؟ .
ماذا سيكون مصير أكوام بقية الطعام الفائض بعد أن ندير أظهرنا لقاعة الزفاف ؟؟؟
لاسيما
في الوقت المتأخر من الليل مع التعب الذي يعتري الأهل بعد فترة ليست يسيرة
من التجهيز والاستعداد قد تمتد أحياناً إلى شهور ...
لاشك
أن من أهم الاستعدادات التي يجب ترتيبها في مثل هذه المناسبات هو الاتصال
مسبقاً بالجمعيات التي تستقبل فائض الطعام والتنسيق فيما بينهم وبين مسئولي
قاعة الزفاف لتمكينهم من ذلك ... وسيكون لهذا الترتيب متسع من الوقت في
خضم تلك المسؤوليات المتزاحمة ... وربما كان ذلك العمل - التنسيق بينهم -
سبباً من الله في انقضاء المتزاحم من المهمات ... وتيسير المتعثر من
الالتزامات ... فذلك أدعى للبركة...وفيه أجر حفظ النعمة وصيانتها وشكرها . ..وبالشكر تدوم النعم وتزول النقم ...

وهنا
أترك لكم أخواتي و إخوتي عرسان صيف هذا العام وكل عام ... أن تتخيلوا كيف
ستكون حياتكم من أول ليلة مع أكف تدعو لكم بالبركة والتوفيق ربما لم يذق
أصحابها طعاماً ساخناً منذ عدة أشهر !!! فبإذن الله حينها ...

ستقضي مشاعر فرحتكم بالغد ... على هواجس خوفكم منه !!